الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة سامي الفهري يبعث برسالة مشفرة وينقل الانتهاكات داخل السجون في مكتوب 4

نشر في  02 جويلية 2014  (11:13)

الثابت ان كثيرين انتظروا ما سيبوح به مسلسل مكتوب 4 لمنتجه ومخرجه سامي الفهري، لا فقط لأن هذا العمل الدرامي لاقى نجاحا كبيرا في اجزائه السابقة بل ايضا لمعرفة ما ستجود به قريحة كاتب السيناريو ونقصد الفهري ايضا، خاصة وان هذا الاخير كتب سيناريو «المكتوب» من وراء قضبان سجن المرناقية، حيث تساءلنا كما تساءل غيرنا عن الوجه الآخر الذي من الممكن ان ينقله لنا الفهري..
فبعد ان سلّط سامي الفهري في الأجزاء الأولى لمسلسل مكتوب الضوء على عالم المال والفساد والبزنس بعيدا عن النمطية التي تشهدها بقية الاعمال الدرامية التي ما انفكت تعتمد نفس المحاور والمواضيع في سيناريوهاتها الفقر في الارياف والظلم والتهميش، ظلّ السؤال الذي يطرح نفسه:  هل سيواصل سامي في نفس المنحي اي التطرق لحياة الاثرياء بعد كل ما عاناه في الآونة الاخيرة؟ تساؤلات بدأت تتوضح اجوبتها منذ الحلقات الاولى من مكتوب 4 حيث لفتت انتباهنا  التفاصيل الدقيقة التي ركّز عليها سامي الفهري في ديكور السجن فقد لامسنا حرفية في نقل كل الجزئيات التي قد تبدو بسيطة للوهلة الأولى لكن ما ان تدقق النظر فيها تتأكد انه من غير المعقول ان يقع تصوير كل تلك التفاصيل دون تجربة ومعرفة واسعة بعالم السجون، من طريقة معاملة الاعوان للمساجين الى طرق التعذيب الى اساليب الخداع التي يعتمدها بعض المساجين. الفهري نقل معاناة عايشها وسلّط الضوء على عالم نجهله .. تحدث عن السجين المقهور والمظلوم من خلال قصة حكيم بن مسعود وتطرق الى الالم الذي قد يحل بسجين فقد اقرب الناس اليه دون ان يسمح له بحضور مراسم الجنازة ... قلنا هي تفاصيل بسيطة لكنها ذات معنى قوي وهادف.
الفهري استطاع وفي وقت وجيز وبمجرد خروجه من السجن ان يتحدى ويصنع من ضعفه قوّة ..ان يراهن والا يظّل حبيس تجربة مريرة.. وان يستثمر تلك التجربة في عمل ابداعي والا يحاول الانزواء بنفسه او منح فرصة لكل من انتظر موت الفهري ابداعيا ...
ولو عدنا الى مسألة توظيفه لتجربة بالسجن في سيناريو مكتوب 4 نستشهد بما جاء في احدى التدوينات التي كتبها النقابي الامني وليد زروق الذي كتب : «سامي الفهري قابلته بعد إطلاق سراحه طلبت منه طلبا صغيرا وهو أن يوصل ما عايشه داخل أسوار السجون بكل أمانة وأن يروي ما عاشه خلف الأسوار في عمل فني.. أجابني أنه ممتغض من التجاوزات والضغوطات التي مورست عليه..
أمانة مسلسل مكتوب رسالة معبرة عن واقع السجون التونسية وإنتهاكات لحقوق الإنسان التي لازالت تمارس إلى اليوم بحماية سلطة الإشراف».
ختاما سامي الفهري عاش تجربة مريرة، نقلها على الشاشة الصغيرة في رسالة واضحة لابراز معاناة المساجين واستمرار الانتهاكات في السجون التونسية، وهي رسالة مشفرة الى بعض المسؤولين.

سناء الماجري